إذا فهمت ذلك فاعلم أن كثيرا من الرسل وأممهم لا نعرفهم . لأن الله لم يخبرنا عنهم لكن أخبرنا عن عاد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد . فبعث الله إليهم هودا عليه السلام .
فكان من أمرهم ما قص الله في كتابه وبقي التوحيد في أصحاب هود إلى أن عدم بعد مدة لا ندري كم هي ؟ وبقي في أصحاب صالح . إلى أن عدم مدة لا ندري كم هي ؟ .
تم بعث الله إبراهيم عليه السلام وليس على وجه الأرض يومئذ مسلم . فجرى عليه من قومه ما جرى ، وآمنت به امرأته سارة
ثم آمن له لوط عليه السلام ومع هذا نصره الله ورفع قدره وجعله إماما للناس .
ومنذ ظهر إبراهيم عليه السلام لم يعدم التوحيد في ذريته كما قال تعالى ( 43 : 28 ) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون
فإذا كان هو الإمام فنذكر شيئا من أحواله لا يستغني مسلم عن معرفتها ،فنقول في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم قط . إلا ثلاث كذبات ثنتين في ذات الله قوله ( 37 : 89 ) إني سقيم وقوله ( 21 : 63 ) بل فعله كبيرهم هذا وواحدة في شأن سارة فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وكانت أحسن الناس فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي : يغلبني عليك ، فإن سألك ، فأخبريه أنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها ، فأوتي بها ، فقام إبراهيم إلى الصلاة فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ، فلك الله أن لا أضرك . ففعلت فعاد فقبضت يده أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك فعاد فقبضت يده أشد من القبضتين الأولتين فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ، ولك الله أن لا أضرك ، ففعلت فأطلقت يده ودعا الذي جاء بها ، فقال له إنك إنما جئتني بشيطان ولم تأتني بإنسان . فأخرجها من أرضي ، وأعطاها هاجر ، فأقبلت فلما رآها إبراهيم . انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت خيرا ، كف الله يد الفاجر وأخدم خادما " . قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء
وللبخاري أن إبراهيم لما سئل عنها ؟ قال هي أختي ، ثم رجع إليها ، فقال لا تكذبي حديثي . فإني أخبرتهم أنك أختي . والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل بها إليه فقام إليها ، فقامت تتوضأ وتصلي ، فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك ، وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تسلط علي يد الكافر . فغط حتى ركض برجله الأرض . فقالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل ثم قام إليها فقامت تتوضأ وتصلي ، وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك ، وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله . فقالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل في الثانية أو الثالثة فقال والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا ، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر . فرجعت إلى إبراهيم فقالت أشعرت ؟ إن الله كبت الكافر وأخدم وليدة "